kamal529
عدد الرسائل : 27 تاريخ التسجيل : 11/06/2007
| موضوع: حقوق الطفل في الإسلام... الخميس يونيو 14, 2007 11:10 pm | |
| حقوق الطفل في الاسلام حقوق الطفل في الإسلام من فضل الإسلام على البشرية أن جاءها بمنهاج شامل قويم في تربية النفوس وتنشئة الأجيال وتكوين الأمم وبناء الحضارات وشاء الله أن تكون الشريعة الإسلامية هي خاتمة الشرائع السماوية التي ارتضاها نهجاً قويما لعباده فهي صالحة لكل زمان ومكان ملبية لجميع جوانب الحياة الإنسانية متجاوبة مع الفطرة السليمة وحركة العقل الإنساني في تفاعله مع الكون والحياة . والطفولة إحدى مراحل حياة الإنسان بل يمكن اعتبارها استناداً للدراسات النفسية الحديثة أهم هذه المراحل وأخطرها لأن الملامح العامة لشخصية الإنسان تستمد أصولها من عهد الطفولة . وشريعة الإسلام أولت عناية كبيرة بتربية الأطفال ورعايتهم ووجهت الجنس البشري للتعاون من أجل خدمة الأطفال وتنشئتهم تنشئة سليمة". تعريف الطفولة الطفولة عند الإنسان هي المرحلة الأولى من مراحل عمره ... حيث تبدأ منذ ميلاده وتنتهي ببلوغه سن الرشد حيث يكتمل نمو عقل الإنسان ويقوى جسمه ويكتمل تميزه ويصبح مخاطبا بالتكاليف الشرعية . " قال تعالى " ( ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ) .الحج الاية رقم : 5 حقوق الطفل على الأسرة حسن اختيار كل من الزوجين لصاحبه يعتبر حقاً من حقوق الطفل التي أمر بها الإسلام ، ونجمل في هذا المقام أهم الأسس للاختيار : 1 ــ أن تختار المرأة الرجل ذا الخلق والدين عملا بقوله " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" . (2 ) رواه الترمذي 2 ــ هناك صفات في المرأة مرغوب فيها شرعاً وقد حض الإسلام عليها لما فيها من بقاء الألفة ودوام العلاقة الزوجية ومنها أن تكون المرأة صالحة " فعن ابن عمر أن رسول الله قال :" الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة" " ومنها الزواج بالمرأة الولود " قال عليه السلام : " تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة " رواه البخاري . وحذر سيدنا عمر رضي الله عنه من التزاوج بين الأقارب حتى لاينشأ الولد ضعيفا وتنحدر إليه عاهات أبويه في قوله " لاتنكحوا القرابة فإن الولد يخلق ضاوياً " ــ لو تأملنا هذه التوجيهات الإسلامية لأدركنا كيف أن الإسلام أهتم بتربية النشء من قبل ميلاده لما له من أثر في تكوين البيت الذي يكتنفه الحب والوفاء لإنجاب الذرية القوية ذات العقل والذكاء والصلاح ، ولأدركنا أن الإسلام سبق النظريات التربوية في عصرنا الحاضر والتي تنادي بضرورة البدء بتربية الطفل منذ ولادته . حقوق الطفل على الوالدين واجب الوالدين في مرحلة الطفولة من أكبر الواجبات الملقاة على عاتقهما إذ لا بد وأن يهتما بطفلهما من جميع النواحي ، حيث أن توجيه الوالدين في هذه المرحلة له أثره العظيم في حسن تقويم الطفل وصقل مواهبه واستعداده أرشدتنا الشريعة إلى أهم الأسس التي يجب أن يرعاها كل من الزوجين عند اختيار الآخر بهدف إيجاد النسل والذرية السلمية لحفظ النوع الإنساني لعمارة الكون ، ووضعت الشريعة الإسلامية القواعد والأسس التي تحمى هذه الذرية منذ تكوينها في بطن الأم حتى تخرج لنا إلى الحياة قوية مكتملة البنية . 1 ــ توجيه الآباء باتخاذ كافة الوسائل والتدابير التي تكون بها حماية الطفل وصيانته من نزغات الشيطان وذلك عند وضعه في الرحم ، حيث قال عليه الصلاة والسلام : " أما لوأن أحدكم يقول حين يأتي أهله بسم الله اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ثم قدر أن يكون بينهما في ذلك وقضي ولد لم يضره شيطان أبداً " 2 ــ من شدة حرص الشارع على الجنين والعناية به قبل أن يكتمل نموه أنه أباح للمرأة الحامل الفطر في رمضان فقد روى عن النبي أنه قال : إن الله وضع عن المسافر شطر الصلاة وعن الحامل أوالمرضع الصوم ـ أوالصيام ـ والله لقد قالها النبي كليهما أو أحدهما " وكذلك على الأم أن تتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والعناصر الغذائية اللازمة لتكوين الجنين وحمايته ، واكتمال نموه . 3 ــ أيضا قرر الشرع بالإسلام تأجيل إقامة الحد على المرأة الحامل حتى تضع حملها وذلك حماية له ، وقد أجمع فقهاء المسلمين على عدم جواز القصاص من الحامل قبل وضعها سواء كانت حاملا وقت وقوع الجناية أو حملت بعدها وسواء كان القصاص في النفس أو في طرف من أطرافها كل ذلك صيانة ووقاية لهذا المخلوق الضعيف الذي يقطن أحشاءها . 4 ــ ولقد أثبت الشارع أهلية الجنين غير أنها أهلية ناقصة فأثبت حقه في الإرث إن خرج إلى الدنيا حيا وقد اتفق الفقهاء على ذلك ، وعلى أن يوقف توزيع التركة قبل الولادة لحين ولادته حتى يتضح أهو ذكر أم أنثى ، وهل هو مفرد أم متعدد وذلك فيما إذا لم يكن معه وراث أصلا أو كان معه وراث محجوب به حقوق الطفل بعد الميلاد " أولا : وجوب الأذان والإقامة في أذن المولود " من المعلوم أن من أجل النعم التي يهبها الباري لعبده نعمة الإنجاب، قال تعالى : ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) الكهف 46 . ومن هنا نجد أن المولود يعتبر هبة من الله للإنسان تفضل بها عليه ليأنس به في صغره ويستعين به في كبره ويدعو له بعد موته . لذلك فمن حق الواهب أن يشكر على ما أعطى ، ومن حق الوليد أن يقرع سمعه شعار المالك لمخلوقاته " وهو قول : لا إله إلا الله " حيث أن هذا الشعار متضمن لكلمة التوحيد التي يدخل بها العبد في دينه. يقول ابن القيم " أن يكون أول مايقرع سمع الإنسان كلمات النداء العلوي المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته ، والشهادة التي أول مايدخل بها في الإسلام فكان ذلك كتلقين الطفل شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها . وغير مستبعد وصول أثر الأذان إلى قلبه وتأثيره به وإن لم يشعر ، وهناك فائدة أخرى وهي هروب الشيطان من كلمات الآذان . فعلى الوالدين أن يدركا ذلك ويحرصا على تنفيذ ما فعله رسول الله مع الحسن بن علي رضي الله عنهما " ثانيا : تحنيكا لمولود " التحنيك معناه " وضع التمر ودلك حنك المولود به وذلك بوضع جزء من التمر الممضوغ على الإصبع وإدخاله في فم المولود ، ثم القيام بتحريكه يمنة ويسرة بحركة لطيفة " . وذلك تطبيقاً للسنة المطهرة واقتداء بفعل رسول الله ، ولعل الحكمة من ذلك تقوية عضلات الفم بحركة اللسان مع الحنك مع الفكين حتى يتهيأ المولود لعملية الرضاعة وامتصاص اللبن بكل قوة وبحالة طبيعية . ومن الأفضل أن يقوم بعملية التحنيك من يتصف بالتقوى والورع والصلاح تبركا وتفاؤلا بصلاح المولود وتقواه ، ومن الأحاديث التي استدل بها الفقهاء على استحباب التحنيك : عن أبي موسى قال : " ولد لي غلام فأتيت النبي فسماه إبراهيم فحنكه بتمرة ودعا بالبركة ودفعه إلي " " ثالثا : حق الطفل في الغذاء ( الرضاعة ) عملية الرضاعة عملية جسمية ونفسية لها أثرها البعيد في التكوين الجسدي والانفعالي والاجتماعي في حياة الإنسان وليدا ثم طفلاً . ولقد أدركت الشريعة الإسلامية ما لعملية الرضاعة من أهمية للطفل حيث يكون بمأمن من الأمراض الجسمية والجدب النفسي التي يتعرض لها الطفل الذي يتغذى بجرعات من الحليب الصناعي . فقد فرض المولى سبحانه على الأم أن ترضع طفلها حولين كاملين ، وجعله حقاً من حقوق الطفل " يقول المولى عز وجل " ( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ المعروف ) البقرة / 233 ولقد أثبت البحوث الصحية والنفسية في الوقت الحاضر أن فترة عامين ضرورية لنمو الطفل نموا سليما من الوجهتين الصحية والنفسية ، بيد أن نعمة الله وكرمه على الأمة الإسلامية لم تنتظر نتائج البحوث والتجارب التي تجرى في معامل علم النفس وخلافها من قبل العلماء النفسيين والتربويين بل سبقت ذلك كله . فالطفل في أيامه الأولى، وبعد خروجه من محضنه الدافئ الذي اعتاد عليه فترة طويلة يحتاج إلى التغذية الجسمية والنفسية ليعوض ما اعتاده وألفه وهو في وعاء أمه . لذلك نجد أن أول ما تبد به الأم بعد الوضع هو ممارسة عملية التغذية عن طريق الرضاعة ، أي إرضاع الطفل من ثديها ، تهديها فطرتها التي فطرها الباري عليها لما يتميز به لبنها من تكامل عناصره وخلوه من الميكروبات ، ومناعة ضد الأمراض، ولما يحتويه على نسبة من البروتينات المساعدة لعملية الهضم السريع وكمية المعادن والأملاح كالبوتاسيوم والصوديوم ونسبتها بعضها لبعض للمساعدة على إراحة الكليتين ، بالإضافة إلى تواجد فيتامين (( ث )) وفيتامين ((أ)) . أما الفوائد النفسية والاجتماعية من هذه العملية فتنعكس على الوليد في شعوره بالدفء والحنان والأمان وهو ملتصق بوالدته يحس نبضات قلبها . ولقد أكد علماء النفس أن الرضاعة " ليست مجرد إشباع حاجة عضوية إنما هو موقف نفسي اجتماعي شامل ، تشمل الرضيع والأم وهو أول فرصة للتفاعل الاجتماعي ". " ولسائل أن يسأل لماذا حددت فترة الرضاعة بعامين ... ؟ " في الواقع أن العلم الإلهي في إدراك مدى حاجة الطفل إلى هذه الفترة والتي يتسم فيها نمو الطفل بالاستمرار ، فهي تعتبر مرحلة انطلاق القوى الكامنة ، حيث أنا نلاحظ على الطفل نموا جسميا سريعا وتزايداً حسيا وحركيا ملحوظا في السيطرة على الحركات (( حيث تبدو حركات القدمين ثم الجلوس فالحبو فالوقوف ثم المشي )) الإضافة إلى تعلم الطفل الكلام واكتساب اللغة ونمو الاستقلال والاعتماد النسبي على النفس والاحتكاك الاجتماعي بالعالم الخارجي . ثم تنتهي هذه المرحلة بالفطام الذي يتطلب من الأم التدرج والصبر والحلم وعدم القيام بهذه العملية فجأة ، إذ أن ذلك يسبب للطفل صدمة نفسية قاسية لاسيما إذا لجأت الأم إلى استخدام الوسائل البدائية في عملية الفطام . ومن الممكن أن تتم عملية الفطام بطريقة أكثر فعالية ، كأن تستبعد رضعة أو رضعتين خلال الأسبوع وتحل مكانها وجبة غذائية أو تقديم كوب من الحليب بدلا من الزجاجة . ونلاحظ مدى اهتمام الشريعة بالرضاعة وجعلها حقاً من حقوق الطفل إلا أن ذلك الحق لم يكن مقتصراً على الأم فقط إذ أن هناك مسؤولية تقع على كاهل الأب ، وتتمثل هذه المسؤولية في وجوب إمداد الأم بالغذاء والكساء حتى تتفرغ لرعاية طفلها وتغذيته . وبذلك فكل منهما يؤدي واجبه ضمن الإطار الذي رسمته له الشريعة السمحة . محافظا على مصلحة الرضيع المسندة إليه رعايته وحمايته على أن يتم ذلك في حدود طاقتهما وإمكانيتهما " قال تعالى : لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ". " رابعا : تسمية المولود باسم حسن " قررت الشريعة الإسلامية أن من ضمن حقوق الطفل على والديه أن يحسنا اختيار اسمه الذي سيدعى به بين الناس مستقبلا ولقد جاء توجيه رسول الله في قوله : ( إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم ). وقال عليه الصلاة والسلام : " تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلي عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة " . فهذا دليل واضح على ضرورة أن يحسن الوالدان اختيار اسم طفلهما ولعل الحكمة من ذلك حتى يكون إيحاء للمعاني الخيرة التي يحملها هذا الاسم ، كما أن للفرد الحق في تغيير اسمه إن كان الاسم يحمل معنى سيئاً وقد ثبت عن رسول الله أنه غير اسم عاصية فعن ابن عمر : أن ابنة لعمر كان يقال لها عاصية فسماها رسول الله جميلة كما أنه يستحب أن تكون تسمية المولود يوم السابع ، يقول رسول الله : " كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم السابع ويحلق رأسه ويسمى . " خامسا : عقيقة المولود " العقيقة معناها : ذبح الشاة عن المولود يوم السابع من ولادته وحكمها سنة مؤكدة عن النبي أنه قال : " من أحب أن ينسك عن ولده فليفعل ". سئل رسول الله عن العقيقة فقال:لا يحب الله العقوق كأنه كره الاسم وقال : من ولد له ولد فأحب أن ينسك عنه فلينسك عن الغلام شاتان مكافئتان ، وعن الجارية شاة " والحكمة هي إظهار البشر والسرور بالنعمة ونشر النسب بالمولود ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ولكن لها أيضا فوائد كثيرة نذكر منها . (1) أنها إحياء لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . (2) أنها قربان يقرب عن المولود في أول خروجه إلى الدنيا. (3) أنها تفك الرهان المرتهن به المولود ، عن سلمان بن عمار الضبي قال قال عليه السلام : " إن مع الغلام دقيقة فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى " " سادسا : استحباب حلق شعر الرأس والتصدق بوزنه فضة على الفقراء المستحقين " ومن هنا نستطيع أن نستخلص حكمتين من ذلك : حكمة صحية : لأن في إزالة شعر الرأس تقوية له وفتحا لمسام الرأس بالإضافة إلى تقوية حاسة السمع والبصر الشم . وحكمة اجتماعية : لأن التصدق بوزن شعره فضة معناه فتح ينبوع من ينابيع التكافل الاجتماعي ، وفي ذلك تحقيق لظاهرة التعاون والتراحم والتكامل في ربوع المجتمع . ومن الأحاديث الدالة على ذلك ما رواه أنس ابن مالك أن رسول الله أمر بحلق رأس الحسن والحسين يوم سابعهما فحلقا وتصدق بوزنه فضة . " سابعا : ختان المولود " هو من أبرز الشعائر التي يتميز بها المسلم عن غيره ، فهو واجب العمل به ومقدم على غيره من الواجبات وهو سنة للرجال ، ولقد روى عن رسول الله أنه قال للرجل الذي قال: قد أسلمت فقال النبي " ألق عنك شعر الكفر واختتن " والختان يعتبر من خصال الفطرة الخمسة بل يأتي في مقدمتها ... يقول رسول الهدى صلوات الله وسلامه " الفطرة خمس الختان ، والاستحداد ، وقص الشارب ، وتقليم الأظافر ، ونتف الإبط ". والحكمة من ذلك أنه تشريع إلهي شرعه الله لعباده ليكمل به فطرتهم ولأنه بواسطته يمكن التخلص من الإفرازات الدهنية ، كما أنه يقلل من إمكان الإصابة بالسرطان ، وأيضا يجنب الأطفال من الإصابة بسلس البول الليلي " ثامنا : حق الطفل في الحضانة والنفقة " أوجبت الشريعة للطفل رعايته والمحافظة على حياته وصحته وتربيته وتثقيفه على الابوين . و هذا ما يعرف بمرحلة الحضانة ، ولكي يكتمل نمو هذه النبتة الغضة فقد جعل للأم الحق في حضانة طفلها في حالة وقوع الخلافات الزوجية حتى سن السابعة من العمر ، التي يكون الطفل قد اجتاز فيها المرحلتين ، مرحلة المهد و مرحلة الطفولة المبكرة إذ تعتبر هاتان المرحلتان من أهم المرحل في حياة الطفل حيث يقرر بعدها بقاءه مع أمه أو أبيه ويترك له حرية الاختيار بينهما ، فهذا منتهى العدل والرحمة الإلهية التي تضع الأمور في نصابها. وبالإضافة إلى حق الطفل في الحضانة أيضاً له الحق في النفقة ، والنفقة تشمل الطعام والكسوة والسكن . بقوله تعالى ( ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره ، متاعا بالمعروف حقا على المحسنين ) . وقال سبحانه وتعالى ( وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف ) البقرة 233 حقوق الطفل بالتربية السليمة ومسؤوليات المربين 1 ــ مسؤولية التربية الإيمانية : روى ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( افتحوا على صبيانكم أول كلمة لا إله إلا الله ) وقال ( اعملوا بطاعة الله واتقوا معاصي الله ومروا أولادكم بامتثال الأوامر واجتناب النواهي فذلك وقاية لهم ولكم من النار ) . أمره بالعبادات وهو في سن السابعة عن ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ، وفرقوا بينهم بالمضاجع ( . تأديبه على حب رسول الله وآل بيته وتلاوة القرآن عن علي كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أدبوا أبناءكم على ثلاث خصال : حب نبيكم ، وحب آل بيته ، وتلاوة القرآن ، فإن حملة القرآن في ظل عرش الرحمن يوم لاظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه ) . فما أجدر المربين أن يربوا أبناءهم على هذه الأسس . 2 ــ مسؤولية التربية الخلقية ومما لاشك فيه ولاجدال أن الفضائل الخلقية والسلوكية والوجدانية هي ثمرة من ثمرات الإيمان الراسخ والتنشئة الدينية الصحيحة . فمن حق الطفل على ابويه أن يحسنوا تربيته ويعودوه منذ الصغر على الصدق والامانة والاستقامة والإيثار وإغاثة الملهوف والإحسان وتنزيه ألسنتهم عن السباب والشتائم وتعليمهم الترفع عن دنايا الأمور وسفاسف العادات وقبائح الأخلاق . عن ابن عباس رضي الله عنهما قال عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أكرموا أولادكم واحسنوا أدبهم ) وقال ( من حق الولد على الوالد أن يحسن أدبه ويحسن اسمه ) . 3 ــمسؤولية التربية الجسمية وهي من أكبر المسؤوليات على المربين ومن أهم حقوق الطفل على ابويه لينشأ الولد على خير ماينشأ عليه من قوة الجسم وسلامة البدن ومظاهر الصحة والحيوية والنشاط . ومنها تعويد الولد وتعليمه ممارسة الرياضة والعاب الفروسية تحقيقا لقوله صلوات الله عليه ( المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف .. ) . وكتب الخليفة عمر بن الخطاب لولاته مايلي ( علموا أولادكم السباحة والفروسية ورووهم ماسار من المثل ، وحسن الشعر ) . 4 ــ مسؤولية التربية العقلية والمقصود يها تكوين فكر الولد بكل ما هو نافع من العلوم الشرعية والثقافة العلمية العصرية والتوعية الفكرية والحضارية حتى ينضج الولد فكريا ويتكون علميا وثقافيا . وهذه مسؤولية بالغة الأهمية والخطورة حملها الإسلام للآباء في تعليم أولادهم وتنشئتهم على الاغتراف من معين الثقافة والعلم وتركيز أذهانهم على الفهم المستوعب والمعرفة المجردة والمحاكمة المتزنة للأمور والإدراك الناضج الصحيح وبهذا تتفتح المواهب ويبرز النبوغ وتنضج العقول وتظهر العبقرية متبعين التعليم القرآني بأول أية نزلت على رسولنا الكريم قال تعالى (اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ) سورة القلم وقوله تعالى ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتو العلم درجات ) المجادلة 11 5 ــ مسؤولية التربية النفسية المقصود بها تربية الولد منذ أن يعقل على الجرأة والصراحة والشجاعة والشعور بالكمال وحب الخير للآخرين والانضباط عند الغضب والتحلي بكل الفضائل النفسية والخلقية على الإطلاق الهدف من هذه التربية تكوين شخصية الولد وتكاملها واتزانها فالولد أمانة بيد مربيه والإسلام يأمرهم أن يغرسوا فيه منذ أن يفتح عينيه أصول الصحة النفسية التي تؤهله لان يكون إنسانا ذا عقل ناضج وتفكير سليم . 6 ــ مسؤولية التربية الاجتماعية وهي تأديب الولد منذ نعومة أظفاره على التزام آداب اجتماعية فاضلة تنبع من العقيدة الإسلامية الخالدة لنصل إلى مجتمع إسلامي تقوم ركائزه على الإيمان والأخلاق الفاضلة والقيم الإسلامية الرفيعة . ومن هذه الآداب والفضائل : فضيلة التقوى ومراقبة الله فضيلة الرحمة والرفق بالآخرين ومراعاة حقوقهم فضيلة العفو والتسامح فضيلة الحلم وكظم الغيظ فضيلة الثبات والجرأة فضيلة الكرم والإحسان والإيثار خاتمــــــــــــــــــــة هذه قراءة سريعة عن مكانة الطفل وحقوقه بالشريعة الإسلامية وقد تبين لنا من خلالها مدى حرص الإسلام على صحة الطفل وإعداده وتربيته والحقوق التي ضمنتها له قبل أن تحدثت عنها التشريعات والقوانين الحديثة باربعة عشرة قرناً . المراجــــــــــــــع
1 ــ تربية الأولاد في الإسلام / عبد الله ناصح علوان 2 ــ حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية / الدكتور محمد زرمان 3- الانترنيت هذا الموضوع مقترح من الأخ illagesse | |
|